مخاوف من تسرب إشعاعي بعد قصف منشآت إيران النووية.. ماذا عن تركيا؟

نفذت الولايات المتحدة غارات جوية على عدد من المنشآت النووية الإيرانية، باستخدام طائرات من طراز B-2 سبيريت، المعروفة بقدرتها على التسلل والتخفي.

اقرأ أيضا

واستهدفت الغارات مواقع فوردو ونطنز وأصفهان، في تصعيد غير مسبوق في الصراع القائم بين إسرائيل وإيران، والذي دخلت واشنطن رسميًا على خطه العسكري.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا مؤشرات على تسرب إشعاعي

في أعقاب الضربات، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد أي زيادة في مستويات الإشعاع حول منشأة فوردو النووية. كما أصدرت المملكة العربية السعودية بيانًا مماثلًا، أكدت فيه أن قياسات الإشعاع في أراضيها لم تُظهر أي تغيّر غير طبيعي.

ودعا رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة يوم الإثنين المقبل، للتباحث في تداعيات الهجوم والتصعيد الإقليمي.

ما مدى تأثير الضربات على تركيا؟

مع تصاعد القلق الشعبي في المنطقة، أثير تساؤل مهم: هل هناك خطر إشعاعي يهدد تركيا جراء هذه الهجمات؟

بحسب تقرير لـهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، فإن احتمالات التسرب النووي الواسع النطاق تظل منخفضة، نظرًا لطبيعة المنشآت المستهدفة. وأكد الخبراء أن المواقع التي تعرضت للقصف ليست مفاعلات لتوليد الطاقة، بل منشآت لتخصيب اليورانيوم، ما يجعل التأثير الإشعاعي محدودًا ومحليًا في حال وقوعه.

رأي الخبراء: لا تهديد إشعاعي على تركيا

قال البروفيسور الدكتور إسكندر أتيلا ريحانجان، من معهد الطاقة بجامعة إسطنبول التقنية، إن منشآت مثل نطنز وفوردو تُستخدم في تخصيب اليورانيوم، حيث يتم فصل نظائري اليورانيوم-235 واليورانيوم-238 باستخدام أجهزة طرد مركزي.

وأوضح ريحانجان أن عملية التخصيب لا تنطوي على انشطار نووي، ما يعني أن المواد المشعة داخل هذه المنشآت أقل خطورة مقارنة بالمفاعلات التي تُستخدم لتوليد الكهرباء.

وأضاف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفادت في 21 يونيو/حزيران بأنه لم يتم العثور على أي مواد نووية عالية التخصيب في المواقع المستهدفة، وأن التلوث – إن وجد – اقتصر على الهياكل المتضررة.

أبرز المخاطر المحلية المحتملة

رغم أن تركيا لا تواجه خطرًا إشعاعيًا مباشرًا، إلا أن الخبراء أشاروا إلى مجموعة من المخاطر المحلية قصيرة الأمد في محيط المنشآت المستهدفة:

1. إطلاق محتمل لليورانيوم المخصب:
قد يتسبب الانفجار في نثر مواد مخصبة في البيئة، ما يؤدي إلى تلوث موضعي خطير.

2. غاز UF6 السام:
بحسب البروفيسور الدكتور هالوك يوجيل، فإن غاز سداسي فلوريد اليورانيوم (UF6) الذي يُستخدم في التخصيب سام ومسبب للتآكل الكيميائي، وقد يسبب تلفًا في الرئتين والكلى والعينين عند التعرض له.

3. تأثيرات قصيرة المدى حسب الطقس:
يمكن للغاز المنبعث أن يشكل خطرًا مؤقتًا في المناطق القريبة، ويعتمد امتداده على سرعة الرياح والرطوبة والضغط الجوي.

4. الحماية الهيكلية للمواقع:
أُنشئت منشآت مثل فوردو على أعماق تحت الأرض وتتمتع بتحصينات قوية ضد الانفجارات. ويُعتقد أن الولايات المتحدة استخدمت قنابل خارقة للتحصينات لضرب هذه المواقع بدقة.

أزمة نووية أم توتر دبلوماسي؟

يشدد مراقبون على أن أهمية هذه الهجمات لا تقتصر على آثارها الميدانية، بل تكمن في رسائلها السياسية. إذ قد تؤدي هذه العمليات إلى تقويض جهود الحد من الانتشار النووي، وزيادة الاحتكاك بين الدول الكبرى، وتوتير العلاقات في منطقة الشرق الأوسط.

في ظل هذا التصعيد، تبقى تركيا – حتى الآن – بمنأى عن التهديد المباشر، إلا أن تداعيات النزاع قد تطالها سياسيًا واقتصاديًا في حال استمر التوتر على هذا النحو.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

OSZAR »