حذّر رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، يوم الجمعة، من أن الحرب الجارية مع إيران قد تمتد لفترة طويلة، واصفًا إياها بـ”الحملة العسكرية الأكثر تعقيدًا في تاريخ البلاد”. ويأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا متزايدًا بين الجانبين، وسط تحذيرات دولية من انفجار أوسع.
من جهته، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات يوم الجمعة، ممارسة أي ضغط على إسرائيل لوقف غاراتها الجوية، معتبرًا أن “الضغط لا يكون مجديًا إذا كان الطرف الرابح”. وقال: “إذا فاز أحد الأطراف، سيكون من الأصعب دفعه إلى التراجع مقارنة بمن يتلقى الخسائر”.
مفاوضات جنيف: لا اختراق حتى الآن
في السياق ذاته، فشلت المحادثات التي جرت يوم الجمعة في مدينة جنيف بين مسؤولين أوروبيين وإيرانيين في كسر الجمود القائم بشأن الملف النووي، بحسب ما نقلته مصادر دبلوماسية عربية وأوروبية. وتمسك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بموقف بلاده الرافض للتخلي عن حقها في تخصيب اليورانيوم.
وأشار ترامب في تصريحات لاحقة إلى أن “إيران لا تريد التفاوض مع أوروبا، بل مع الولايات المتحدة مباشرة”، ما يعكس تغيّرًا في طبيعة المبادرات الدبلوماسية حول الملف الإيراني.
واشنطن تؤجّل قرار الضربة.. والهدف “مراهنة”
وبينما تتواصل المشاورات داخل الإدارة الأميركية، قال ترامب يوم الخميس إنه سيقرر “خلال أسبوعين” ما إذا كان سيوجه ضربة عسكرية إلى إيران. ونقلت مصادر في البيت الأبيض أن الرئيس وافق في وقت سابق على خطط هجومية، لكنه فضّل التريث لمعرفة ما إذا كانت طهران ستتراجع عن برنامجها النووي.
ويرى مراقبون أن هذا التأجيل يعكس مقامرة سياسية قد تعقّد المشهد أكثر في حال استمرار إيران بتوسيع برنامجها النووي.
الاغتيالات مستمرة.. و21 جريحًا في حيفا
ميدانيًا، أعلنت إسرائيل الجمعة أنها نفذت عملية اغتيال بواسطة طائرة مسيّرة استهدفت عالمًا نوويًا إيرانيًا، دون الكشف عن اسمه، وذلك في إطار سلسلة عمليات تقول تل أبيب إنها تهدف إلى “شلّ البنية التحتية العسكرية الإيرانية”.
كما أكدت إسرائيل أنها دمّرت نحو نصف منصات إطلاق الصواريخ التابعة لإيران في المنطقة.
وفي المقابل، سقطت قذيفة صاروخية على مدينة حيفا شمالي إسرائيل، مما أسفر عن إصابة 21 شخصًا على الأقل، في أحدث مؤشر على تصاعد المواجهات العسكرية بين الجانبين.